أنواع التطوع العلمي وعلاقتها بالتكنولوجيا الحيوية
التطوع وسيلة لتحصيل الخبرات للطلاب والشباب وعامل مهم في معادلة المشاركة المجتمعية واكتساب المهارات الحياتية، نتعرف على أنواع التطوع وتأثير كل منهم على المتطوعين فيه ونوعيات المهارات التي تميز فرص التطوع المختلفة.
• أنواع التطوع العلمي وعلاقتها بالتكنولوجيا الحيوية
• أقسام المقال
في هذا المقال أود أن تفهم عزيزي القارئ أنواع فرص التطوع العلمي التي ستكون عاملا مهما في اكتسابك للخبرات، تلك الخبرات التي سترتقي بك كما لو أنك تمتلك سنوات من الخبرة المهنية في سوق العمل، إلا أنني وقبل كل شيء أنصح بأن تقرأ ما فاتك من مقالات بنفس الموضوع على المنصة لأن ذلك المقال ضمن سلسلة متكاملة تناقش التطوع العلمي في التكنولوجيا الحيوية بمصر. كذلك أحب أن أضيف فرق أساسي بين المتطوع والشخص المهني في سوق العمل، ألا وهي نفسية المتطوع التي يجب أن تتمتع بقدر كبير من حب العطاء بلا مقابل، ولا يعني ذلك أن المهنيين ليس لديهم حبا للعطاء، ولكن نحن عندما نتحدث عنهم فإن لهم مفاهيم أخرى للعطاء، فهم عادة أشخاص أكبر سنا لديهم ما يكفيهم من المسؤوليات في الحياة وعادة ما يكون لديهم أسرة وأبناء، لذلك العطاء بالنسبة لهم له مفاهيم أخرى مختلفة وأكثر أهمية بالنسبة لهم.
لكنك أنت عزيزي الطالب الجامعي أو الشاب حديث التخرج، ربما لم تبلغ بعد هذا القدر من المسؤوليات، ما يجعلك قادرا على بذل العطاء بأساليب أخرى لتتدرب منذ شبابك على حب العطاء، فعلى الدوام نحب تبسيط المفاهيم للأطفال، فكما أن الطفل يضرب ذلك الكرسي الذي اصطدم به لعلمه بأذيته له إذا اصطدم به مرة أخرى، كذلك التطوع هو تبسيط لفكرة العطاء في حد ذاته، فنقول ساعد الفقير وساعد المجتمع وأفعل كذا وكذا وهكذا أي عطاء مباشر بدون أي مصلحة سوى أنك تعطي وتتدرب على حب العطاء للآخرين بدون مقابل. ذلك لأن العطاء كلما ستتقدم في السِن لن يصبح اختياريا، سيكون مسؤولية عليك واجبة الحدوث مثل فكرة الأسرة والأولاد فيما بعد، ومثل الإشراف على زملاء العمل الأصغر منك سنا في شركة او موقع تحتل بهما مكانة ما، ومثل احتلالك لوظيفة أستاذ جامعي التي تجبرك على تسخير وقت ليس بالقليل لمتابعة طلابك وتشجعيهم ومساعدتهم. كل تلك الصور من صور العطاء خارج المسميات والمهام الوظيفية التي يجب أن نشكر الآخرين عليها تشجعيا لهم على الاستمرار في هذا العطاء.
• الفرق بين المتطوعين والمهنيين في التكنولوجيا الحيوية
المهم أن نفسية المتطوع هي ما تجبرك على عدم النظر لأي فوائد مادية من وراء التطوع سوى حب العطاء، ولكن هل سترفض إذا ما جائتك بعض الفوائد في صورة مهارات وخبرات؟ بالعكس تماما، فإنه لو حصلت على تلك الفوائد من محض ممارستك التطوعية دون سعي لها، فوقتها تكون من حقك بمجرد اكتسابك لها، فالحكمة ضالت المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها. هذا هو مفهوم الفائدة العلمية والخبرة التي يتم تحصيلهم من وراء التطوع. بعد هذه المقدمة التوضيحية، يجب العلم أن للتطوع العلمي أنواع مهم معرفتها إذا كنا نستهدف مجموعة معينة من الخبرات والمهارات التي نرغب بإكتسابها. لكن ألم أقل منذ قليل أن التطوع للعطاء؟ نعم ولكن هناك ما يُدعى بأنه عندما تختار نوع ما من الفرص التطوعية تزيد احتمالية تعرضك لتلك الخبرة أو الفائدة التي تبحث عنها، فأنت لا تسعى لتحصيلهم من خلال التطوع، وانما فقط تتعرض لهم أثناء تطوعك وتكتسبهم بحكم عملك لا بحكم سعيك لهم. الأمر أشبه بالسير على طريق لا تعلم أين ستكون نهايته أو مئاله، وانما انت تعلم أن أثناء السير ربما تحدث لك فائدة ما، فالتطوع هو ذلك الطريق وما عليك سوى السير، والآن ندخل في أنواع التطوع العلمي.
• أولا: التطوع العلمي والمهارات الأساسية:
إن أي تطوع علمي في تخصصك يتضمن مجموعة من الأعمال الروتينية والمتكررة ولكن تكون على قدر كبير من الأهمية سواء لمنظومة العمل التطوعي التي انضممت إليها أو لأي عمل مهني ستحتله في المستقبل. بالتالي فإن مع ممارستك هذه الأعمال واستمراريتك فيها ستجد نفسك تقريبا محترفا تماما فيها واكتسبت خبرة مهمة جدا، علما بأن أي احتراف في اطار العمل التطوعي يكون له سقف عكس الاحتراف المهني فهو يكون بمستويات أعلى وهو ما ستصل إليه بعد نزولك لسوق العمل، إلا أن العمل التطوعي في هذا الجانب سيقوم بتقصير المسافة عليك فلن تبدأ من الصفر. المهم أن تلك الأعمال الروتينية أساسية جدا ويحتاجها سوق العمل في مجال تخصصك، لكن كيف تعرف تلك النوعية من الأعمال التي تعتبر أساسية وروتينية في مجال تخصصك؟ ببساطة قم بتصفح السير الذاتية على LinkedIn لزملائك في المجال سواء الشباب أو الباحثين والأساتذة الكبار، واسئل نفسك ما هو العامل المشترك بين كل تلك السير الذاتية؟ عادة ما تكون المهارات والخبرات المتكررة في كل السير الذاتية حتى في كل مجالات العمل سواء خريج جديد أو لديه خبرة سنوات، تكون كالتالي:
Word, Excel, PowerPoint, Search Engines, Language Skills in one or more languages including your mother tongue, English, French or German (for example), Reporting Skills and so on.
بنسبة 99.9% تكون الأعمال الأساسية والروتينية والمهارات المصاحبة لها في إطار استخدام اللغة ومهارات البحث والقراءة واستخدام برامج الحاسب الأساسية في تحرير الملفات النصية وربما تمتد لتشمل المهارات الأساسية في برامج تحرير الصور أيضا، وأحيانا تمتد لتشمل تحرير الأكواد لهؤلاء الذين تتعرض مهامهم الوظيفية للتعامل مع البرمجيات بشكل ما. وكلما كان المستوى الوظيفي Career Level الخاص بك أعلى كلما وجدت نفسك تلجأ لمزيد من الأعمال الأساسية بوتيرة أكثر تكرارا لتصبح روتينية بالنسبة لك حسب متطلبات عملك. هناك من ضمن فرص التطوع العلمي ما يحتوي على ممارسة كل تلك الأعمال الأساسية بشكل كبير، انضم لأي فريق عمل تطوعي أو منظمة مجتمع مدني وستقوم بممارسة مثل تلك الوظائف بكثرة إلى أن تكتفي منها تماما، لأن مثل تلك الأعمال هي الحد الأدنى الذي يسهل على كل المهنيين والمتطوعين والطلاب والشباب عمله وتعلمه بنفس الوقت، فالتطوع لممارسة مثل تلك الوظائف يمثل فرصة مهمة جدا للتعلم الذاتي وبنفس الوقت خدمة للمجتمع، لكن أعلم أنك لن تكتسب أي مهارة بالفعل إلا بتعرضك للوتيرة المناسبة والضغط المستمرين، لتسمى خبرة فعلية قد اكتسبتها، فأنا أجد الكثير من المتطوعين الذين يظنون بأنهم بفعل أمر لمدة أسبوع أو أسبوعين أو حتى شهر يكونوا قد أحسنوا ذلك العمل والعكس هو الصحيح، لتتقن أمر ما يجب أن تستمر تحت ضغط من العمل لفترة لا تقل عن 6 شهور وتزيد أو تقل حسب الضغط، المهم بغض النظر عن الفترة الزمنية لا تخرج قبل أن تتشرب هذه الوظائف بمهاراتها تشربا تاما.
• التطوع العلمي أول خطوة على طريق حياتك المهنية في التكنولوجيا الحيوية
• ثانيا: التطوع العلمي والـ Soft Skills
طبعا من رأيي أنك لا تحتاج للتطوع لأكتساب المهارات الأساسية والأعمال الروتينية، هذه أمور بإمكانك أكتسابها بنفسك وعادة ما تمارسها في جامعتك أو دراستك، ولكن بالطبع هناك من يتمكن منهم الكسل، لذلك وفي هذه الحالة يكون التطوع مناسبا جدا لتشجيعهم على الاستمرار، إلا أن المستوى الأعلى من المهارات والذي سيكون فيه التطوع العامل الأساسي في أكتسابه هو المهارات الحياتية المعروفة بالـ Soft Skills وتلك المهارات التي لابد من اكتسابها بعد اتقانك للمهارات الأساسية Basic Skills التي تحدثنا عنها في النقطة الأولى. فمثلما فعلنا مع النوع الأول سنقوم هنا أيضا بتصفح السير الذاتية ونرى ما هي المهارات المشتركة بين كل الناس غير المهارات المتعلقة باللغة ومهارات التحرير، هنا ستجد نفسك دخلت في مجموعة جديدة من المهارات والتي تشمل:
Negotiation Skills, Public Speaking, Presentation Skills, Team Player, Managing Skills, Troubleshooting, Critical Thinking, Risk Analysis, Multi-Tasking... etc.
ستجد من خلال النظر في تلك المهارات، أنها مُركبة بمعنى أنها ليست مهارة بسيطة فكل مهارة منهم تجمع باقة كبيرة من المهارات الأساسية، وكل مهارة منهم لو بحثت عنها ستجد بحور من المعلومات والكورسات والمقالات والفيديو التي يجب أن تسعى ورائهم جميعا، وكل ذلك بجانب ممارستها على أرض الواقع من خلال فرص التطوع العلمي لأنه بلا شك تنقلك الممارسة الفعلية للمهارات لمنطقة أخرى تماما من الخبرات الفعلية وهذا ما يدفعك لأكتشاف نفسك ومعرفة مواطن قوتك وضعفك. لا أحتاج لأن أؤكد على أهمية ترك لنفسك فرصة ووقت تمارس فيه مهامك تحت ضغط وعمل حقيقي وتجارب بدون أن تهرب من كثرة الضغط لتتعلم فعلا ما يجب عليك تعلمه، لأن ضغط العمل وحده هو ما سيُعلمك وستجد الكثير من فرق العمل التطوعية العلمية ومنظمات المجتمع المدني التي تحتاج لمتطوعين يمارسون بعض الوظائف التي من شأنها اكسابك مثل تلك المهارات وأغلب هذه المهارات يتم اكتسابها من مهام العلاقات العامة والموارد البشرية وما نحو ذلك من الوظائف التي تحتاجها المؤسسات التطوعية لإدارة شؤونها.
لكن أحذر يا عزيزي أنك تنسى تخصصك الأصلي وتعتقد أنك أصبحت مثلا متخصصا في الموارد البشرية عندما تطوعت فيها، الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فأنت مازلت متخصصا في التكنولوجيا الحيوية وانت فقط تتطوع مع فريق عمل تطوعي ذا صلة بمجالك ولكن في هذا الدور، وذلك حتى تكتسب مهارات حياتية من خلال خدمة مجتمعك وتطوعك حتى تقوم بإستخدام هذه المهارات مستقبلا في حياتك المهنية في التكنولوجيا الحيوية. هذا الكلام لأني وجدت الكثير من المتطوعين ممن ينسون أنفسهم ويعتقدون أنهم أصبحوا في النهاية، الدور الذي يقومون بشغله في العمل التطوعي، ليس معنى أنك اكتسبت خبرة أو مهارة ما فأنك أصبحت متخصصا فيها، تخصصك هو مجال دراستك وتلك الأدوار لها متخصصين أيضا درسوا في كليات أخرى ولهم مسار مهني مختلف تماما. ففي النهاية، المهم من خلال هذا النوع من التطوع العلمي هو بمجرد تشبعك التام من دور معين أو تجربة معينة، انتقل فورا للتجربة التالية لأكتساب خبرة جديدة والتشبع أيضا لا يحدث إلا بعد فترة حسب الضغط والعمل، وركز دائما على تطويع كل ما تكتسب من خبرات ومهارات في مسارك المهني الأساسي كمتخصص في التكنولوجيا الحيوية.
• ثالثًا: التطوع العلمي والـ Hard Skills
كدارس للتكنولوجيا الحيوية يجب أن تعلم أنه مجال تخصصك، وفي كل تخصص مجموعة من المهارات التي يقوم عليها وتُدعى بالـ Hard Skills أو الـ Technical Skills أو المهارات الفنية، وبالتالي تختلف هذه المهارات التي يجب اكتسابها من شخص لآخر بإختلاف تخصصه، لذلك لن يُمكننا هنا دعوتك للنظر في السير الذاتية مثلما فعلنا سابقا. ذلك لسببين، الأول أنه وارد أن يكون مجال أهتمامك نقطة فريدة من نوعها إلى حد ما، فلا تتمكن من أن تجد نفس اهتمامك عند مَن تفحص سيرهم الذاتية، ثاني سبب وهو أنك عند نقطة معينة من تراكم الخبرات ستعلم بشكل تلقائي المهارات والخبرات التي تحتاج لأن تكتسبها لمسارك المهني. بلا شك كما تعودنا فإن التطوع العلمي يهدف بشكل أساسي لخدمة المجتمع بدون أي نفع يعود عليك، إلا أن ذلك لا يعني استحالة وجود فائدة، وانما انت ستتعرض لحدوث الفائدة لك بدون نية مُسبقة على تحصيلها وبدون توقعات عالية من طرفك يُمكن أن تُسبب لك الإحباط لو لم يتم تحصيل الاستفادة، فتذكر دائما أن هذا العمل تطوعي. والـHard Skills مثلها مثل أي نوع من المهارات السابقة التي تحدثنا عنها تنقسم لمجموعة مستويات تبدأ فيهم حسب مستوى خبرتك. طبيعة الحال تفرض علينا الآن في هذا المقال أن نهتم فقط بالمستويات الأولى الخاصة بالمبتدئين من الطلاب والشباب. لأنه كما اتفقنا فإن عند نقطة معينة من تراكم الخبرة ستبدأ بمعرفة طريقك بنفسك.
تبدأ المهارات الفنية في التكنولوجيا الحيوية بمهاراتك في البحث العلمي التي تتضمن الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية والعرض والتحدث بهم والبحث من خلال قواعد البيانات للوصول للمعلومات المعروفة اختصارا بمهارات البحث، ومَن ركز معي سيعلم أن جزئية مهارات البحث هنا تتكرر معنا من المهارات الأساسية ألا أننا هنا نرتقي بمهارة البحث للمستوى التالي، حيث أن مهارات البحث الأولى مرتبطة أكثر بالبحث التقليدي أو المعتاد على محركات البحث، أما هنا فندخل في البحث على محركات البحث العلمية وقواعد البيانات المتخصصة وما نحو ذلك، لتبدأ أيضا بتعلم مهارات مثل تجميع وتلخيص البيانات وعرضها. هنا يكون السؤال، أين تجد الأدوار التطوعية التي توفر ممارسة مثل تلك المهام؟ بالأحرى مع مَن تتطوع للتتمكن من عمل وتعلم ذلك؟ هناك العديد من فرق العمل التطوعية ومنظمات المجتمع المدني التي يركز هدفها على البحث العلمي، وهناك من الأساتذة الجامعيين والباحثين في المراكز البحثية الذين يأسسون مشاريع بحثية بإمكانك أن تكون جزء من فريقهم البحثي، وهناك شركات توفر فترات معايشة أو Internships لممارسة بعض تلك المهام. بالطبع تحتاج لمتابعة مستمرة لصفحات ومواقع الفرق التطوعية والمنظمات للتتمكن من الأنضمام إليهم عند الإعلان عن توفر فرصة التطوع. أما الأساتذة والباحثين فأنت تحتاج للنزول لهم في جامعاتهم ومراكزهم البحثية والمعامل لتتمكن من الوصول إليهم لأن مثل تلك الفرص لديهم نادرا ما تجد إعلان عنها، هم فقط يضمون الطلاب والمتدربين والمتطوعين من شبكة علاقاتهم.
• المؤسسات التطوعية ودورها في التكنولوجيا الحيوية واختلافها عن الأنشطة الطلابية
وعن كيفية البحث، فقد كتبت الكثير عن كيفية الحصول على تدريب في مشروع بحثي، هو نفس الأمر بالنسبة للتطوع على مشروع بحثي، الفرق الوحيد بين التدريب والتطوع هنا هو أن التدريب يكون مُحدد الفترة مسبقا ويكون تحت إشراف أحد الباحثين، أما التطوع فيستمر طوال مدة المشروع وغير محدود المهام أو الوظائف وتعمل بدون إشراف مباشر بعد فترة تدربك على مهامك. أما بالنسبة للحصول على فترات المعايشة أو الـ Internships فتكون من خلال مواقع التوظيف المختلفة سواء داخل أو خارج مصر، وسيكون شيء رائع لو تمكنت من السفر في مثل تلك الفرص، ستكون مفيدة جدا من حيث اكتسابك للخبرات والعلاقات والتجارب، الجدير بالذِكر أن في حالة الـ Internships يجب أن تدفع الشركة التي ستنضم إليها المصاريف الأساسية سواء لإقامتك أو تنقلاتك، طالما أنها جهة ربحية مثل شركة أو ما نحو ذلك، أما التطوع مع الجهات البحثية الحكومية في مصر فهو تطوع لا تتحمل فيه الجهة أي مصاريف.
المهم في كل ذلك هو أن تحدد هدفك قبل تطوعك، أنت تحتاج للعمل على البحث من البداية بالتالي يجب أن تتواجد قبل أو عند بداية المشروع أو البحث لأنه في تلك المرحلة يتأسس العمل البحثي وإيجاد الفكرة، وتلك المرحلة هي التي تعمل عليها في تجميع وتلخيص الأبحاث وعرض البيانات، لو حالفك الحظ ستكون مشاركا في أبحاث ومقالات علمية كثيرة فقط لمجرد اشتراكك في هذه النقطة، والحقيقة أني رأيت الكثير من الطلاب الذين بدأوا بالفعل بالنشر العلمي وهذا أمر رائع جدا أتمنى أن يستمر. بقية الكلام عن اكتساب المهارات الفنية في التكنولوجيا الحيوية من خلال التطوع العلمي لا نحتاج لأن نتكلم فيه كثيرا، لأنه ينطبق عليه كل ما ذكرناه أعلاه، الأمر الوحيد الذي سيختلف، هو أنه بدلا من تطوعك لتعمل على المراحل الأساسية للمشاريع والأبحاث العلمية، ستقوم بإكمال المشروع معهم وتدخل في الجوانب العملية في المختبر تحت إشراف الباحث أو الأستاذ. يجب هنا أن تفهم أنك متطوع، بمعنى أنك اخترت أن تلتزم حسب اتفاقك مع الأستاذ فيجب أن تكون على قدر المسؤولية وتتعلم أثناء عملك على المشروع البحثي كل ما له علاقة بمجال التكنولوجيا الحيوية من تقنيات معملية وأساليب العمل والتعامل مع الأجهزة والتعقيم وغيرهم.
• مقالات التدريب في التكنولوجيا الحيوية
في النهاية، حاولت في هذا المقال أن أعرض لكم أنواع التطوع العلمي التي بإمكان الطلاب والشباب التطوع فيها من أجل أكتساب نوعيات المهارات والخبرات المختلفة التي ستساعدهم على تأسيس مسار مهني ناجح في تخصصهم العلمي تحديدا التكنولوجيا الحيوية، وأحب أن أذكركم جميعا أن الاستفادة التي ستسفيدها من التطوع العلمي، هي استفادة ناتجة عن اخلاصك وإيمانك أنك تخدم المجتمع، فيجب أن تعلم أنه ربما تمر بكثير من الأوقات التي تشعر فيها بضغط هائل، تذكر وقتها اختيارك للتطوع من الأساس، وتذكر أيضا أن اي استفادة تحصل عليها ليست مقابل لعملك التطوعي، لذلك لا تربط بين الاستفادة والتطوع وركز فقط فيما تفعل. للأسف أرى الكثير من المتطوعين الشباب الذين ينظرون للفائدة حتى قبل أن يعملوا، ذلك لأنهم لا يعلموا معنى التطوع، فهم بذلك ليسوا متطوعين، ومع أن النظر للاستفادة من التطوع أمر خطأ، إلا أن السبيل الوحيد لتحصيل تلك الخبرات والمهارات من التطوع هو عملك المخلص والمستمر، فلن يأتي أحدهم ويدفع لك مقابل ما عملت. أيضا تذكر أنك في تطوعك أنت المسؤول عن تعليم نفسك بصفة أساسية وإذا كنت لا تعلم أمرا فيجب عليك أن تسئل وتبحث وهكذا إلى أن تتعلم، فلا تخلط بين التطوع والتدريب، أو بين التطوع والمحاضرات في جامعتك، لن تتطوع سواء لتسمع محاضرات أو لأن تتدرب، ستتطوع فقط من أجل أن تعمل كخدمة لمجتمعك حبا للعطاء. أما تعلمك سيأتي نتيجة لعملك وتعلمك الذاتي ونتيجة لمبادرتك وتواصلك مع الآخرين ليس إلا، فالمتطوعين والمهنيين لديهم عامل مشترك وهو الاعتماد الكامل على النفس بنسبة 100% وأنت مثله مسؤول عن صعود منحنى التعلم الخاص بك.