أين التكنولوجيا الحيوية؟، تحديات العام الدراسي الأول
البيوتكنولوجي في سنة أولى، مشكلة البيوتكنولوجي، عيوب البيوتكنولوجي، دراسة التكنولوجيا الحيوية في أول سنة، التحديات والعيوب
• أين التكنولوجيا الحيوية؟، تحديات العام الدراسي الأول
مع بداية كل عام دراسي، نرى العديد من الطلاب مُتحمسين بشدة ولديهم أمل عظيم وتَطلع لمُستقبل أفضل من خلال دراستهم لمجال التكنولوجيا الحيوية، ولكن ما إن تتوالى الأيام في الدراسة على مدار السنة الأولى خاصًة عندما ينتهى الفصل الدراسي الأول، يبدأ الإحباط في التسلل لأنفس الكثير من الطلاب ومن أكثر الأسئلة الوجودية التي تخطر على البال وقتها هو أين هي التكنولوجيا الحيوية؟ بسبب عدم الإحساس بإختلاف المواد الدراسية عن أي تخصص آخر، ويصل الطالب لقمة الإحباط عندما يجد أن مُعظم الأساتذة في العام الأول من دراسته غير مُتخصصين بالأساس في المجال، ولكن هل الأمر فعلًا كما يعتقده طُلاب العام الدراسي الأول؟ أم أن هُناك حيثيات لا يُدركها البعض منهم؟ هذا ما سنتعرف عليه في تلك المقالة.
• موضوع ذا صلة: فرصتك في التكنولوجيا الحيوية موجودة لكن أبحث!
تعالوا نبدأ أولى الخطوات معًا، فعلى سبيل المِثال عندما نُقرر بناء بُرج طويل، ما هو أول شئ يجب التأكد منه غير متانة القاعدة التي ستحمل هذا البُرج مُستقبلًا؟ والقاعدة تُمثل الأساس الرئيسي لهذه البِناية الضخمة مما يتطلب مكونات هائلة لإحكام البِناء. هذا بالضبط ما أتحدث عنه في نفس السياق لأي طالب يدرس التكنولوجيا الحيوية لأول مرة، فعندما تبدأ دراسة مُماثلة ودقيقة بهذا الشكل يجب أن يكون تأسيسك من الناحية العلمية مُحْكَمْ بنسبة كبيرة. وهُنا نسمع بعض الأصوات المُستنكرة التي تقول بعد 16 عام من التأسيس في مُختلف مراحل التعليم لماذا سأدخل في مرحلة التأسيس من الجديد؟ والإجابة ببساطة هي أن كل مراحل التعليم والجامعية منها تدخل ضمن مراحل التأسيس لأن حتى أثناء فترة دراستك في الجامعة لن تتعلم كل شئ عن مجال إختصاصك فالجامعة ليست إلا باب ستدخل منه إلى حياتك المهنية لا أكثر ولا أقل، ويجب بعدها إدراك أنك بحاجة لمزيد من الخطوات لتحقيق المزيد من الإهداف.
• موضوع ذا صلة: واقع مجال الهندسة الوراثية في مصر
لذا تكمن أهمية العام الأول من الدراسة في إمدادك بالعلوم الأساسية التي ستُعطيك أدوات الفِهم المُختلفة لمُجارات المفاهيم الأكثر تطورًا في التكنولوجيا الحيوية، فلن تفهم كيف يتم الإستفادة من الخلية إلا إذا تعرفت عليها أولًا وعلى آلية عملها ونظامها، ولكن يجب عليك أن تُدرك أهمية بذل المجهود في ربط هذه العلوم بالأهداف المُستقبلية المُتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية حتى تضع كل مفهوم في موقعه من باقي المبادئ والمفاهيم المُتعلقة بالمجال. كذلك يجب الإهتمام بالجانب العملي خلال العام الأول خاصًة وأنك لن تتمكن من إيجاد فُرصة مُشابهة مُستقبلًا فإغتنم جيدًا كل فرصة سواء من خلال الدراسة أو التدريب.
من المُمكن كذلك أن نفهم هذا الكلام في سياق آخر، آلا وهو أنه عليك أن تعتبر هذه السنة الدراسية هي الأولى في حياتك، بالتالي هي أكبر فترة زمنية من حيث المجهود الذي يجب بذله، وعندما تعمل على تحديد أهدافك وترتيب أولوياتك وأكتشاف ذاتك لا شك أنك ستكتشف حجم المشاكل التي تجنبتها فيما بعد نتيجة بدايتك بهذا الشكل في أول عام دراسي. ومما يخفى على الكثير من الطلاب أن ساعة الصفر تبدأ مع السنة الأولى من الدراسة وليست بعد التخرج، بمعنى أنه لا يجب عليك أن تنتظر أربع سنوات لتبحث عن وظيفة أو لتنشر بحث في مجلة ما، بالعكس تمامًا حيث يجب عليك أن تبدأ في تنفيذ أحلامك وطموحاتك وأهدافك فورًا بعد تحديدها في السنة الأولى. وعندما يأتي الحديث عن التحديثات يجب أن نتذكر أنه من الضروري أن نتقبل كل شئ بصدر رحب، أما فيما يخص سنوات الدراسة الجامعية فليس من المنطقي أن نكتفي بأي شكل من الأشكال بما ندرسه لأنه لا يتعدى الواحد بالمئة من الذي يجب أن نعرفه او حتى من الواقع الذي سنتعرض له فيما بعد. من المهم أيضًا أن نُدرك أن أكثر الأبحاث عبقرية في المجال هي في الواقع وليدة نقاط بحثية في العلوم الأساسية بالتالي أبذل قصارى جهدك في فِهم تلك العلوم إذا كنت ترغب مُستقبلًا أن تكون أحد أهم العُلماء والباحثين في التكنولوجيا الحيوية، لا تتعجل يا عزيزي فكل شئ كما قال الأولون سيأتي حتمًا في أوانه.
• موضوع ذا صلة: سلسلة مقالات التدريبات العملية في التكنولوجيا الحيوية