Text to Search... About Author Email address... Submit Name Email Adress Message About Me page ##1## of ##2## Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sept Oct Nov Dec



404

عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة
الصفحة الرئيسية

4/block4/دراسة التكنولوجيا الحيوية

6/carousel3/التدريبات العملية

4/block4/المفاهيم الأكاديمية

4/block4/ريادة الأعمال

أحدث المقالات

المساحة الرمادية بين التطوع العلمي والحياة المهنية في التكنولوجيا الحيوية

0



التطوع في البيوتكنولوجي، العمل في البيوتكنولوجي، الحياة المهنية في التكنولوجيا الحيوية، أهمية التطوع العلمي، كيفية الحصول على وظائف في البيوتكنولوجي بمصر.
المساحة الرمادية بين التطوع والحياة المهنية في التكنولوجيا الحيوية

• المساحة الرمادية بين التطوع العلمي والحياة المهنية في التكنولوجيا الحيوية

من خلال ما سبق من تجاربي في التكنولوجيا الحيوية، كان هناك من الفرص ما احترت في تصنيفه، هل هو تطوع؟ أم وظيفة بالمعايير المهنية المعتادة؟ إلا أن تلك الفرص لم تكن تخضع لأي من التصنيفين، فكنت أقول أنها مجرد فرصة بمرحلة أنتقالية أمر بها، ولكن مرة أخرى، مما انتقل وإلى ماذا؟ إن مشكلتنا الرئيسية في مصر هي عدم وجود وعي مهني وأكاديمي حقيقي، وعلى الأغلب فإن تلك النوعية من الوعي هي أكثر ما نحتاج ومن قبل المرحلة الجامعية، فهي نوعيات من الوعي غير متوفرة بالمرة وهذا لسبب رئيسي، فليس هنالك من شخصيات واعية أكاديميا ومهنيا بما فيه الكفاية لينقلوا ذلك الوعي للآخرين. الأمر ليس مجرد إدعاء، بل هو واقع نعيشه جميعا من غياب للوعي بين أجيال وأجيال دون أن يحمل أحدهم عناء المحاولة لنشر المفاهيم الصحيحة بين الطلاب والشباب من سن صغير. بغض النظر عما إذا كان فعلا هناك ما يكفي ممن يتوفر لديهم الوعي أم لا. إن الوعي بصفة عامة هو وجبة أساسية يجب تقديمها للجميع بغض النظر عن مدى استجابتهم لها، وذلك لرفع الحد الأدنى من وعي المجتمع لحد يُمكن عنده المجتمع من تحقيق متطلباته عندما يحتاج لها. هناك بعض الأمور التي لا نصدقها إلا عند رؤيتها بأعيننا، بالطبع هناك الكثير من الخبراء والأساتذة ممن لديهم الوعي الأكاديمي والمهني الذي نبحث عنه جميعا، لكن يبقى السؤال؟ لماذا لا يشارك هؤلاء الخبراء خبرتهم ووعيهم مع المجتمع؟ الإجابة أنهم يشاركون بقدر ما يسمح لهم وقتهم مثلما أشارك أنا الآن، إلا أنها جميعا تظل محصورة في إطار المجهودات الفردية، بالتالي فإننا نتحدث عن أملنا في توفر مجهودات مؤسسية منظمة من جهات متخصصة تعمل على توفير اللازم من الوعيين المهني والأكاديمي للطلاب من المراحل الدراسية الأولى وذلك من خلال الفاعليات والأنشطة والمعارض التوعوية في المدارس والجامعات. الأمر لا هو مستحيل ولا هو إعادة اختراع للعجلة، فمن حق أبناء هذا الوطن أن يتعلموا المسارات المستقبلية التي من الممكن أن يسيروا فيها يوما وليكن كل مسار واضحا منذ البداية تماما، بجانب الأخذ بعين الاعتبار آلاف المدارس والجامعات الحكومية التي يتخرج منهم القسم الأكبر من الشعب.

بلا شك فإن هناك مساحة رمادية في المسارات المهنية لدارسي التكنولوجيا الحيوية، وهي تلك المساحة التي تتواجد فيها الفرص التي تحصل عليها بعدما أصبح لديك كم مُعتبر من التجارب والخبرات مما تشتمله من مهارات أساسية ومتقدمة تتقنها، إلا أنك في نفس الوقت لا ترتقي لأن تكون مهنيا محترفا لأداء تلك الوظيفة وذلك لأنك تفتقد لمهارات متقدمة أخرى مهمة من الممكن أنك لا تعلم عنها شيء. أحب أن أدعوا تلك المنطقة التي تقع فيها بهذا الوقت بمنطقة الـ Friend Zone، فلا أنت قد تمكنت تماما من مجال تخصصك وتعمل على تحقيق أهدافك العلمية والعملية والمادية، ولا أنت أيضا مُبتدئ في المجال وتنقصك الخبرات ولا تقدر على تحقيق شيء، ففي هذه الفترة من حياتك تجد حتى المسؤولين عن توظيفك يتملكهم الحيرة من أمرك. عادة ما تقع في تلك المساحة بعد ممارستك للتطوع العلمي لفترة إلى حد ما طويلة ثم يبدأ سعيك لدخول سوق العمل، فتجد نفسك بهذه المنطقة التي تعتبر على هامش حياتك المهنية قبل بدايتك لمسارك المهني الفعلي.

تتنوع الفرص في تلك المساحة الرمادية بين التطوع وحياتك المهنية لتناسب مستوى مهاراتك وخبراتك الذي وصلت له من عملك التطوعي، فتتميز هذه الفرص بما فيها من إمكانيات هائلة للتعلم واكتساب الخبرات وتكوين شبكة علاقات قوية، إلا أن أكثر ما يعتريها هو ضعف المقابل المادي لها، لكن الأمر كله متعلق بقدرتك على توظيف نفسك والاستفادة من خبراتك وأيضا التفاوض مع جهة العمل، كما أن البعض يستغل تواجده في تلك المساحة ليستفيد من أقتناصه لأكثر من فرصة عمل بنفس الوقت، لأنه عادة ما تكون الفرص هنا ليست بدوام كامل، الأمر الذي يسمح لك بموازنة وقتك للعمل في أكثر من فرصة سواء بنظام التعاقد أو الأتفاق أو الدوام الجزئي لتعويض الجانب المادي. بلا شك سيكون الأمر مُرهقا إلا أنه سيكون ممتعا أيضا، فليس هناك أفضل من أن تلاحظ نموك وتطورك يوما بعد يوم، فالعمل في هذه المساحة الرمادية مختلف جدا عن العمل التطوعي، ففي العمل التطوعي لم تكن تلاحظ نموك إلا على فترات متباعدة وهذا إن كان نموا ملحوظا وذلك حتى مع بذل كل الجهد اللازم. أما العمل في هذه المساحة الرمادية بين التطوع والعمل المهني، يكون عملا تلاحظ فيه وتيرة تعلمك التي أصبحت أسرع، فتلاحظ نموك وتطورك على مستوى اليوم والأسبوع والشهر، ذلك لأنك من خلال العمل التطوعي تعلمت كيف تتعلم وكيف تكتسب الخبرات بنفسك وكيف تقتنص الفرص وهذا أهم شيء يُمكن أن تتعلمه في حياتك. الأمر الذي سيقوم بالتيسير عليك في حياتك المهنية والأكاديمية فيما بعد.

من أفضل النصائح التي يُمكن أن تسمعها بهذا الشأن، هو أهمية أن تضغط بأكبر شكل ممكن لتستغل هذه الفترة من حياتك لتتعلم المهارات المتقدمة التي ستحتاجها لاحقا عندما تتعمق في مسارك المهني، فتلك المهارات هي ما ستجعل الفرق جَليا بينك وبين هؤلاء الشباب حديثي التخرج ممن لم يهتموا بصقل خبراتهم على مدار فترة دراستهم من خلال التطوع وبقية العوامل التي تصب في مصلحتهم ومسارهم المهني. كذلك الأمر بالنسبة لشبكة علاقاتك التي يجب أن تنقلها للمستوى الاحترافي التالي، فقد حان الوقت لتهتم بجودة علاقاتك أكثر من كم علاقاتك، وبنفس الوقت تسعى لرسم مسارك المهني أو الأكاديمي بدقة بناء على كل معلومة جديدة تتعلمها يوميا، فمن خلال هذا الكلام نفهم أهمية أن تضغط في كل اتجاه لتحصيل كل ما يُمكن تحصيله.

قد يتسائل البعض أثناء قراءة ذلك المقال، لماذا أنت واثق لهذا الحد من تواجد هذه المساحة الرمادية لدرجة الكتابة عنها؟ يجب أن تعلم عزيزي القارئ أنه ليس هناك من أنسان لم يمر بهذه المساحة، سواء تطوع أم لم يتطوع، فكما قلت إنها مساحة تقع على هامش سوق العمل يمر بها كافة الشباب حديثي التخرج في مقتبل حياتهم المهنية، وكمحب للقراءة، فقد تتبعت الكثير من السير الذاتية للعلماء والشخصيات المؤثرة، فلم أجد واحدا منهم إلا وله قصة كبيرة مع هذه المنطقة الرمادية وكم الاستفادة التي حكوا عنها لمجرد أنهم استغلوا تواجدهم فيها وأنها فترة من أهم فترات حياتهم، أيضا يجب أن تعلم بما أننا نتكلم عن التطوع، في عموم ما نكتب بهذه السلسلة. أن التطوع يجعل فترة تواجدك في هذه المساحة الرمادية أقصر إلى حد كبير من غيرك، سيقضي الآخرون فترات أكبر بكثير في تخبط تام إلى أن يجدوا مسارهم، لذلك سيكون من الأفضل لو كنت متطوعا قبل ذلك، على الأقل تكون دخلت في الأجواء الخاصة بالعمل في وقت أبكر، وتكون قد هيئت نفسك لما سيأتي بعد ذلك سواء في هذه المساحة التي هي موضوع المقالة أو لمسارك المهني بعد ذلك.

لذلك سيكون من المنطقي الأن لو نصحتك بأهمية أن تتطوع بشكل كبير ومؤثر والأهم أن تتطوع مع جهات وثيقة الصلة بمجال تخصصك، حتى تكتسب أكبر حجم ممكن من الخبرات ذات الصلة بتخصصك، لأن المساحة الرمادية التي نتحدث عنها ستطول كلما كان ينقصك أمرا ما، وأيضا بسبب انقطاعك المفاجئ عن أجواء الجامعة وزملائك وأساتذتك، لذلك يجب أن تكون حريصا على الحفاظ على شبكة علاقاتك وتوسيعها بشكل مستمر. بلا شك أنت ستقع في هذه المساحة، إلا أن اللعبة كلها تكمن في أنها لا تطول بالشكل الذي يؤثر عليك بالسلب.

لكل مقام مقال، وكل وقت له أذانه مثلما يُقال، فكما أن التطوع مهما في وقته وهو مرحلة الشباب أو الدراسة الجامعية، فأيضا هذه المساحة الرمادية قبل مسارك المهني مهمة. حاول أن تستفيد من كل وقت، فذلك فقط ما سينقلك بشكل تلقائي للمراحل التالية. لكن تبقى سؤال يجب أن نجاوب عليه، أين من الممكن أن تجد الفرص الخاصة بالمساحة الرمادية؟ الحقيقة الصادمة أنك على الأغلب لن تجدها، هي من ستجدك، وإذا حالفك الحظ ووجدتك الكثير من الفرص في وقت متقارب، سيكون لديك القدرة على الدخول في مسارك المهني أو الأكاديمي سريعا، فحاول منذ البداية أن تتعرض لمثل تلك الفرص فهي المعبر الذي سيعبر بك لحياتك المهنية، وكما شرحت سابقا، فإن التطوع أفضل وسيلة لذلك. لكن ماذا لو كنت الآن خريج ولم يكن لي خبرة بالتطوع العلمي؟ الإجابة ببساطة أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي أبدا، يجب عليك أن تبدأ فورا بالتطوع العلمي في تخصصك وهذا ما سيفتح عليك بقية الطريق.